السؤال الصعب!

ريم بخاري

لكل منا أسئلته الصعبة التي يحمل هم إجابتها.. إما لعدم استعداده لها أو لطبيعة شخصيته المتحفظة أو تصنيفه لبعض الأسئلة في خانة حساسة لا يحبذ فيها الإجابة.. أو حتى لأنها تستهلك وقتا غير بالقصير للإجابة عليها!

هذه القائمة من الأسئلة الصعبة لكل شخص، يعتريها التغير والتبدل تبعا للظروف والنضج والوعي، وعوامل عدة ذات ارتباط بمراحل زمانية أو مكانية أو ظرفية!

ولعلي أشارككم اليوم أحد الأسئلة الصعبة التي اعتلت قائمتي خلال السنتين الماضيتين، وذلك للوقت الذي يستغرقه محاولة الإجابة عليها!!

وهو سؤال: “فين تشتغلي؟”

تبدأ صعوبة هذا السؤال في شرح أن “غدن” لا تعني “بكرة”..

ثم تزداد الصعوبة حين يردف السائل “ايوة يعني ايش تسووا؟” تقفز حينها كم طبيعة الأعمال المختلفة التي تقوم بها، فلا تعرف من أيها تبدأ الشرح!! وبطبيعة الحال هذا السؤال لا يشفي إجابة سائله جملة “نقدم خدمات استشارية” دون أن تمر على نبذة عن مفهوم المشاركة المجتمعية وما هي طبيعة الأعمال التي تقوم بها والتي يصعب حقيقة شرحها خاصة لمن هم خارج الوسط، فتجتهد معهم لتبسط المعنى، فيصعقك السائل بقوله: “أهاااا يعني متطوعة.. طيب يعطوك فلوس؟!” -_-

يتكرر هذا السيناريو بين الفينة والأخرى مهما تعددت الإجابات وأضفت لها تحسينات وتطويرات الأمر الذي يجعل أختي تضع يدها على رأسها عندما أُسأل في المجلس عن طبيعة عملي وتردف بصوت منخفض “دحين حتحكي قصة حياتها”!!

وبالرغم من هذه الصعوبة التي أجدها خاصة “لو مافي وقت أتكلم”.. إلا أن داخلي في كل مرة مليء بالفخر والاعتزاز لعظيم ما نقدم – وإن صعب شرحه للبعض – وأجدني في كل مرة أريد أن أسهب وأتحدث أكثر.. كجزء من امتداد عملنا في رفع الوعي وتوسيع الأفق وفتح نوافذ لعوالم لم تولج!

وتبقى “غدن” فيض آلاء ونعم، ولو حسبها الجميع “بكرة”!

على الهامش: لعل آخر ما وصلت له كمخرج لهذا السؤال في الأزمات هو إجابة على غرار “شركة استشارات إدارية” ماذا عنكم؟ أتحفونا بإجاباتكم الخاصة…!